تجاوز مشاكل النطق لدى الأطفال: الأسباب والحلول
مشاكل النطق عند الأطفال عديدة ومتنوعة، كما أن لهذه المشاكل درجات، فبعض الأطفال يعانون من مشكلات النطق بشكل كبير وبعضهم الآخر يسهل علاجه، لكن قبل استخدام أي استراتيجية علاجية لا بد من التعرف على نوع الاضطراب الذي يعاني الطفل منه بالتحديد وهذا ما نوضحه لكم اليوم.
مشاكل النطق عند الأطفال
علاج مشكلات النطق في وقت مبكر يسهل من عملية العلاج بنسبة كبيرة، ويعتقد بعض الأشخاص بشكل خاطئ أن اضطرابات النطق عند الأطفال واحدة ومن ثم يمكن اتباع نفس النوع من العلاج مع جميع الأطفال، لكن هناك درجات متفاوتة في عسر الكلام تتمثل فيما يلي:
1- عسر التلفظ.
2- الاضطرابات الصوتية
3- اضطرابات اللفظ.
4-التأتأة.
5- عمه النطق الحركي.
6-الاضطرابات العضلية الوجهية.
7- اضطرابات متعلقة بالصوت.
وسوف نتناول كل مشكلة من هذه المشاكل بشيء من التفصيل بالطريقة المناسبة للعلاج.
عسر التلفظ ومشاكل النطق عند الأطفال
أحد مشاكل النطق عند الأطفال والذي عادة ما يكون مصحوب بصعوبة في التنفس وضعف في عضلات الفم والذي يسبب تلف في العضلات المتحكمة في الكلام ويكون العلاج من خلال التعامل بالاستراتيجيات الآتية:
1-تحسين قدرة الطفل على التنفس في نفس وقت الكلام حتى يخرج صوت مفهوم.
2-التدريب على طريقة إخراج الصوت بشكل أكثر وضوحًا.
3-تقوية الفك واللسان والشفتين عن طريق استخدام تمارين حركية للفم.
4- تدريب الطفل أن يتحدث بعبرات قصيرة ويتوقف بشكل منتظم أثناء الكلام.
5- جعله ينظر إلى من يخاطبه.
6- التحدث بشكل غير سريع.
7- أخذ نفس عميق قبل بدء الكلام.
الاضطرابات الصوتية ومشاكل النطق عند الأطفال
هي واحدة من مشاكل النطق عند الأطفال والتي تظهر بنسبه كبيرة قبل سن السادسة، وتظهر بنسب متفاوتة وقد تحتاج إلى تدخل علاجي إذا كانت الحالة متأخرة، والاضطرابات الصوتية بشكل عام تكون ناتجة عن عدم تكوين الأصوات بشكل صحيح، وتتمثل طريقة العلاج في الآتي:
1-تدريب الطفل على أن يقوم المشاكل الصوتية بنفسه.
2- تحديد الأصوات الخاطئة لديه ومحاولة تصحيحها.
3- عرض الطفل على طبيب مختص أنف وأذن وحنجرة فقد تكون المشكلة ناجمة من اضطرابات سمعية.
4- ممارسة تمرينات لنطق بعض الأصوات والحروف التي يخطئ فيها الطفل.
اضطرابات اللفظ ومشاكل النطق عند الأطفال
تشبه مشكلة اضطرابات الصوت بشكل ما لكن يكون الخطأ هنا في لفظ كامل أو كلمات معينة بشكل كامل وليس في صوت واحد، ويتم العلاج عن طريق استخدام وسيلة تكرار الكلمة، كما يمكن تقسيم الكلمة إلى مقاطع ونطق كل مقطع بمفرده ثم توصيلها ببعضها.
التأتأة ومشاكل النطق عند الأطفال
من ضمن مشاكل النطق عند الأطفال وهي مشكلة في تدفق الكلام بحيث لا يستطيع الطفل أن يتحدث الجمل المتتالية بشكل مستمر أو حتى نطق كلمات الجملة الواحدة، وقد لا يتم الشفاء من التأتأة بشكل كامل لكن العلاج يساعد الطفل ليصبح أفضل، وهنا نستخدم طريقة العلاج الغير مباشر من قبل الأسرة والعلاج المباشر من قبل الطبيب المختص، حيث يتمثل العلاج الغير مباشر في توفير بيئة هادئة للطفل لتساعده على التحدث بحيث نسمح له بالتحدث وممارسة الأنشطة التي تحث على التحدث، كما يجب الانصات الجيد للطفل، أما العلاج بالشكل المباشر يكون عن طريق حضوره جلسات مع الأخصائي ليدربه على النطق بشكلها صحيح.
عمه النطق الحركي ومشاكل النطق عند الأطفال
هو فقدان السيطرة على حركات العضلات المسؤولة عن النطق بحيث يصبح غير قادر على ترتيب الأصوات بشكل صحيح . ويعد عمه النطق الحركي من أصعب مشاكل النطق عند الأطفال وقد تستمر مع الطفل حتى أن يكبر . كما أن العلاج يحتاج إلى جلسات مكثفة. ونستخدم أكثر من أسلوب للعلاج ويعتبر علاج النطق نفسه هو الأسلوب الأفضل في العلاج . فيتم تدريب الطفل على نطق مخارج الحروف والأصوات بشكل صحيح من خلال تكرار بعض الكلمات والأصوات في المنزل وبواسطة الأخصائي . كما يمكن العلاج باستخدام طرق تواصل بديلة . حيث يستخدم أسلوب طرق التواصل البديلة في الحالات المتأخرة جدًا . بأن نستخدم مع الطفل أسلوب الإشارات أو الايماءات أو تعبيرات الوجه . أو يمكن استخدام الأجهزة اللوحية والأجهزة الإلكترونية . حيث أنها تحسن من المهارات اللغوية بشكل مستمر إلى أن يصبح الطفل لا يحتاج لها . والطريقة الأخيرة هي علاج المشاكل المصاحبة لعمه النطق الحركي كمشاكل اليد أو القدمين أو غيرها. فهذا يحسن من أسلوب النطق.
الاضطرابات العضلية الوجهية ومشاكل النطق عند الأطفال
تحدث هذه الحالة عادة بسبب وجود خلل مكتسب في وضع الفك أو الشفاه أو اللسان . حيث تؤدي العادات السيئة عند الأطفال إلى حدوث مثل هذه الحالة . فعندما يعتاد الطفل مثلًا على مص الأصابع تتكون لديه مشكله في وضع الشفاه وكذلك الجزء الأمامي من اللسان . ويتم علاج الحالة عن طريق إعادة تدريب الأعضاء على العودة إلى وضعها الطبيعي . ويتم تدريب الطفل على أن يريح اللسان على سقف الحلق، حيث أننا نحسن من البلع والتنفس والمضغ والعمليات الأخرى.
اضطرابات متعلقة بالصوت
هذا اضطراب أو مشكلة من مشاكل النطق عند الأطفال . ويتمثل الاضطراب في وجود مشكلة في حدة الصوت الذي ينتجه الطفل . حيث يمكن أن يكون الصوت ضعيف عن الطبيعي أو جودة الصوت نفسها مختلفة . وعادة ما تكون المشكلة مصحوبة بوجود ألم في منطقة الحلق . وقد تحدث مشكل اضطراب الصوت بسبب مشكلات خلقية أو وراثية أو مشكلات مكتسبة من البيئة.
طرق علاج مشكلة الاضطرابات الصوتية
هذه الحالة بالتحديد تحتاج إلى التدخل الطبي . وقد تكون المشكلة معقدة وتحتاج إلى تدخل جراحي في الحالات المعقدة وتشمل طرق العلاج ما يلي:
تنقية الصوت:
هذا الأسلوب من العلاج تقوم به الأسرة بعد أن يحدد الطبيب العادات التي تسبب تهيج الأوتار الصوتية لدى الطفل . ونحاول هنا أن نجعله يكثر من شرب الماء ويقوم بتجنب الصراخ . وكذلك تجنب الأطعمة التي يمكن أن تسبب له ارتداد في المريء للتأكد من عدم حدوث أي ضرر للأوتار.
معالجة الصوت:
حيث يتم عرض الطفل على الطبيب المختص بعد تشخيصه من قبل طبيب الأنف والأذن والحنجرة . وينقسم علاج مشاكل النطق عند الأطفال في هذه الحالة لقسمين . علاج ما دون الخمس سنوات وعلاج الأطفال الأكبر من الخمس سنوات . حيث يحتاج الأطفال ما دون الخمس سنوات إلى تدخل الأسرة في خطة العلاج . حيث يساعد تفاعل الأسرة مع الطفل على تعديل العادات الصوتية . أما الأطفال الأكبر من خمس سنوات فيكون الأمر أكثر تعقيدًا، لهذا يتطلب العلاج إجراء جلسات خاصة مع الطفل . حيث يعوده الطبيب على استخدام نفسه في تقليل توتر الأحبال الصوتية.
الجراحة:
هذه الطريقة يستعملها الأطباء عندما تفشل جميع العلاجات السابقة . حيث يمكن أن يكون هناك شلل في الأوتار أو أنها مصابة ببعض الأمراض الحميدة. كما تحتاج الأوتار إلى تدخلات جراحية في حالة وجود خلل يؤدي إلى دخول الطعام إلى المريء. حيث يقوم أخصائي الأنف والأذن والحنجرة بتحديد نوع الجراحة المطلوبة ليقوم الطبيب بعملية الجراحة.
وفي الختام
لا بد أن تعلم أن جميع مشاكل النطق عند الأطفال قابلة للعلاج لكن بشرط التدخل المبكر واستخدام الأساليب العلاجية الصحيحة وقبل ان يصبح منطوى. كما لا بد أن تعلم أن العلاج لن يكون مجدي إذا اقتصر على المختص فقط . بل يجب أن تتدخل الأسرة وكذلك المدرسة في الأمر بحيث يكون العلاج مكثف ومن ثم يكون فعال ونكون بذلك قمنا بتربية طفل ناجح.
