الصداع العنقودي في الأطفال: الأعراض والتشخيص والعلاج

الصداع العنقودى عند الأطفال من المشكلات غير الشائعة  بشكل كبير، لكن يمكن أن يصاب به أي طفل في مختلف المراحل العمرية إذا تعرض لأحد مسببات هذا النوع من الصداع . حيث يمكن أن يصاب الطفل مثله مثل البالغ بأي نوع من أنواع الصداع ونوضح لكم الأسباب والأعراض التي تصاحبه مع طريقة العلاج المناسبة.

ما هو الصداع العنقودى عند الأطفال؟

هو أشد أنواع الصداع ألمًا والذي يصيب جزء واحد من الرأس وتتكرر النوبات في نفس المكان كل مرة، حيث تصيب الشخص حوالي خمسة نوبات متكررة  . ويختلف الصداع العنقودى عند الأطفال عن أنواع الصداع الأخرى في أنه لا يتم علاجه من خلال المسكنات أو وسائل العلاج الأخرى . حيث أنه يؤثر بشكل مباشر على العصب السمبثاوي . ولا يمكن أن نعتبره من الأمراض الخطيرة لأنه لا يسبب أي أمراض، فتكمن كل خطورته في أنه مؤلم للغاية بالنسبة للأنواع الأخرى من الصداع.

أسباب الصداع العنقودى عند الأطفال

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى الصداع العنقودى عند الأطفال وتعد نفسها الأسباب المسببة للصداع عند البالغين وتتمثل فيما يلي:

1-التعرض للأدخنة والأبخرة، كما يمكن أن تسبب روائح العطور وأي روائح نفاذة أخرى هذا النوع من الصداع.

2- النوم بشكل غير كافي أثناء الليل أو التعرض للنوم المتقطع.

3-ارتفاع الهرمونات التي تصاحب سن المراهقة . فالأطفال المراهقين هم الأكثر عرضة للإصابة بالصداع العنقودي .

4-تناول مشروبات بها نسب عالية من الكافيين.

5-تعرض الجسم للجفاف وفقد كميات كبيرة من المياه.

6-تناول الجبن القديم والأطعمة التي قد تسبب الحساسية للبعض مثال حساسية الفاكهه.

7- قد تكون أسباب الصداع العنقودى عند االأطفال أسبابه وراثية ترجع لإصابة الأم أو الأب أو الأجداد بنفس النوبات.

نوبات الصداع العنقودى عند الأطفال

تحدث النوبات بشكل مفاجئ دون وجود أعراض بشكل مسبق .حيث تصيب منطقة حول العين والخد في نفس الجانب كل مرة . وبعد حدوث النوبة يحدث هدوء تام في المنطقة المصابة إلى حين الإصابة بالنوبة التالية والتي قد تحدث  بعد مدة 30 يوم من حدوث النوبة الأولى وربما قبل ذلك . كما تستغرق النوبة الواحدة 15 دقيقة كحد أدنى . ويمكن أن يصل ألم النوبة الواحدة إلى ثلاثة ساعات في بعض الحالات . وتكون نسبة إصابة الذكور بنوبات الصداع العنقودى عند الأطفال أعلى من نسبة إصابة الإناث نظرًا لتعرضهم للمسببات بشكل أكبر، وقد يطلق عليه البعض التهاب الأعصاب النصفي .  كما يعرف أيضًا باسم الصداع النصفي الأحمر.

أعراض الصداع العنقودى عند الأطفال

بالإضافة إلى اختلاف شدة الألم الذي يسببه الصداع العنقودي هناك مجموعة من الأعراض التي يمكن من خلالها أن الطفل الذي أمامنا مصاب بنوبات الصداع العنقودي .حيث تتمثل الأعراض فيما يلي:

1-سيلان الدموع من العين ووجود ألم شديد حول العين في الجزء المصاب بالنوبة.

2-يشعر الطفل أن أذنه ممتلئة بشيء ما.

3-يسبب الصداع العنقودى عند الأطفال ألم شديد في الرأس والخد في الجزء المصاب.

4-احمرار الخد في الجهة المصابة بالنوبة.

5-سيلان في الأنف بشكل مستمر.

6-تورم جفن العين مع وجود تعرق خاصة في منطقة الجبهة.

الوقاية من الصداع العنقودي

هناك طريقتين يمكن أن تقي بهم أبناءك من الإصابةالصداع العنقودى عند االأطفال . وتتمثل الطرق الوقائية في الآتي:

تجنب مسببات الصداع العنقودى عند الأطفال :

حيث تجنب ابنك التعرض للأدخنة ورائحة السجائر والأطعمة التي يمكن أن تصيبه بالصداع . كما لا بد أن تجعله يتجنب ممارسة التمارين الرياضية لأنها هي الأخرى تسبب له ارتفاع في درجة الحرارة ومن ثم يصاب بالصداع.

استخدام العلاجات الوقائية للصداع العنقودى عند الأطفال : 

حيث يوجد بعض الأدوية التي يمكن استخدامها في حالة اكتشاف أحد أطفالك يعاني من الصداع العنقودي .  كما يمكنك استخدام حقن التخدير الموضعي التي يتم إعطاءها في مؤخرة الرأس أو استخدام الليثيوم . كما يمكنك استخدام علاجات كورتيكوسترويد كعلاج وقائي .ولا بد أن تعلم أنه لا يمكن تعميم نوع واحد من هذه العلاجات مع جميع الأطفال . فالنوع الفعال مع طفل قد لا يكون فعال مع الآخر . كما أن دواء فيراباميل يكون غير مناسب لمرضى القلب ويتم استخدامه تحت إشارة الطبيب.

علاج الصداع العنقودي عند الأطفال

في الحقيقة لا يوجد هناك علاج يخلصك بشكل تام من التعرض للصداع العنقودي . لكن هناك بعض الوسائل العلاجية التي تساعد في تخفيف الألم وتقليل نسبة حدوث النوبات . ويعتبر التعرض لراحة شديدة وقت الإصابة بالنوبة من أكفأ الأساليب العلاجية المستخدمة وكذلك استخدام العلاجات الوقائية التي تحدثنا عنها في السطور السابقة، وتتمثل أساليب العلاج الأخرى فيما يلي:

استخدام الأكسجين الصداع العنقودى عند الأطفال:

حيث يتم تعريض الطفل المصاب بنوبات الصداع العنقودي لجلسات أكسجين عند بدء حدوث الألم إلى أن يتم التخلص منه بشكل تام . ثم الاستمرار في استنشاق كميات أخرى من الأكسجين لمدة 10 دقائق كحد أقصى منذ زوال ألم النوبات.

حقن سوماتريبتان:

تعد من العلاجات الفعالة مع الأطفال وكذلك مع الكبار . فهي حقن يتم إعطاءها أسفل الجلد . ويتم أخذها مرتين في اليوم .حيث تسكن الألم بشكل فعال وسريع وهي العلاج الأكثر استخدامًا لعلاج الصداع العنقودي المزمن . وتوجد نفس المادة على شكل بخاخ يمكن استخدامه عن طريق الأنف ولكن درجة فاعليته فيه العلاج لم تصل لدرجة فاعلية الحقن.

كل هذه العلاجات السابقة لديها القدرة على تخفيف الألم في غضون  خمسة عشر دقيقة من مدة الإصابة بالنوبة . وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى ثلاثين دقيقة كما يحدث في حالة استخدام البخاخ.

علاج الصداع العنقودي في المنزل

يمكن التخفيف من أعراض الصداع العنقودي بأساليب منزلية أخرى غير الأدوية العلاجية وتتمثل فيما يلي:

الزنجبيل:

يمكنك أن تستخدم مشروب الزنجبيل في تخفيف الصداع العنقودي عند الأطفال .  حيث يتميز الزنجبيل بأنه مادة مضادة للأكسدة وبالتالي فهي مضادة للالتهابات.

الماغنيسيوم:

زيادة مستوى الماغنيسيوم في الجسم يخفض الآلام الناتجة عن التهاب الأعصاب النصفي، لذا يمكنك أن تزيد نسبة الماغنيسيوم عن طريق تناول التين واللوز والأطعمة الأخرى التي تحتوي على نسب عالية منه.

فيتامين B2 يمكنك تناول الأطعمة المختلفة الغنية بهذا الفيتامين، حيث يمكنك تناول ما يعادل 400 جرام في اليوم.

الزيوت الطبيعية:

بالرغم من أن الروائح العطرية النفاذة هي السبب الرئيسي في حدوث حالات الصداع العنقودي عند الأطفال إلا أن العطور الطبيعية التي تحتوي على الزيوت النباتية المختلفة يمكن أن تخفف من نوبات الصداع النصفي الأحمر بشكل كبير ز فيمكن لك أن تستخدم زيت اللافندر أو زيت النعناع لعلاج طفلك.

مادة الميلاتونين:

أثبتت الدراسات أن مادة الميلاتونين تخفف بشكل كبير من نسبة الإصابة بالصداع العنقودي عن طريق تعديل معدل النوم والمساعدة على الاسترخاء . ويمكنك الحصول عليها من خلال البطاطس وبعض الأغذية الأخرى.

التنفس العميق :

 حيث تعتبر هذه الطريقة البديل الأمثل لجلسات الأكسجين الصناعية . حيث يدخل الكثير من الأكسجين الطبيعي إلى الدماغ.

خاتمة الصداع العنقودي عند الاطفال

يمكننا القول بأن الصداع العنقودي عند الأطفال لا يوجد له سبب بيولوجي محدد سوى تعرض العصب السمبثاوي ومنطقة تحت المهاد لبعض المحفزات التي تسبب التهابات . ويمكن علاج الصداع باستخدام أدوية مسكنة مخصصة وليست المسكنات العامة أو باستخدام بعض الحيل المنزلية السابق ذكرها ويفضل عرض الطفل على الطبيب المختص لتشخيص نوع الصداع.